مدخل القصرية

مدخل القصرية
مدخل القصرية

الثلاثاء، 2 نوفمبر 2010

جاك دريدا


جاك دريدا : مابعد البنيوية
تأليف: روجر جونز
فيلسوف فرنسي من مواليد الجزائر، صاحب نظرية التفكيك.
 ولد جاك دريدا في 15 تموز 1930 في حي البيار بمدينة الجزائر، في منزل عطلات. في عام 1934 غادرت الاسرة شارع سان اوغستين لمدينة دكاش. شراء الفيلا بفضل قرض يتم اعادتها الا عشية مغادرة فرنسا في تموز / يوليو 1962، في لحظة استقلال الجزائر
في منتصف القرن العشرين كان ثمة نظريات بنيوية عن الوجود الانساني، في دراسات اللغة وعلم اللغة البنيوية لفرديناند دي سوسير (1857-1913) تقول ان المعنى يجب ان يكون في بنية كل اللغة من تحليل الكلمات ذاتها،
اما الماركسية فتؤكد على ان حقيقة وجود الانسان يجب ان ندركه من خلال تحليل البنى الاقتصادية، ويحاول علماء النفس ان يصفوا بنية النفس من خلال مفهومات العقل الباطني. وفي ستينيات القرن الماضي فان الحركة البنيوية في فرنسا، حاولت ان تركب الفرضية الديالكتيكية لتناول الحقيقة من خلال افكار ماركس وفرويد وسوسير، بيد انها لم تتفق مع ادعاءات الوجوديين التي تؤكد ان الانسان هو الذي يحقق ذاته او يصنع نفسه. بينما تقول البنيوية ان الانسان”الفرد“ شكلته البنى السسيولوجية والسايكولوجية وبنى علم اللغة لانه اي الانسان لا سيطرة له عليها؛ ولكنه يستطيع ان يكشفها عن طريق استخدام مناهجها من خلال الاستقصاء.
ان الاصالة من سمات البنيوية، ويعد المؤرخ ميشيل فوكو ابرز ممثلي حركة ما بعد البنيوية، فهو يعتقد ان اللغة والمجتمع تشكلهما اسس الانظمة الحاكمة، ولكنه لا يتفق مع البنيويين في اعتبارين، فهو لا يعتقد في المقام الاول، انه كان ثمة بنى تحتية يمكن ان توضح الشرط الانساني وثانيا، انه يعتقد انه من المستحيل ان يخطو خارج الخطاب ومسح الوضع موضوعيا.
وطور جاك دريدا (1930-2005) التفكيكية بوصفها تكنيكا لكشف تعددية تأويل النصوص.
وهو بهذا قد تأثر بهيدغر ونيتشة، ويقول دريدا: ان النص كله يكتنفه الغموض، وهذه الاحتمالية للتأويل النهائي والكامل هي من المستحيلات



ما بعد الحداثة
يمكن ان نصف ان ما بعد البنيوية والتفكيكية هما صياغات نظرية لظروف ما بعد الحداثة، والحداثة التي بدأت فكريا مع عصر التنوير (Enlightenment) حاولت ان تصف العالم في مصطلحات الموضوعية، والعقلانية، والتجريبية. وافترضت ان ثمة حقيقة يجب ان يزاح عنها الغطاء كطريقة للحصول على اجابات عن اسئلة مموضعة نتيجة ظرف انساني، وما بعد الحداثة لا تعرض مثل هذه الثقة والذهاب الى تأكيدات ضمنية عن العقل، لان العقل ذاته هو الان صيغة تراتبية””هيراركية “ خاصة، كما الابرشية في طريقتها لتوضيحاتها القديمة للعالم في مفاهيم الالهة.
وموضوع ما بعد الحداثة لا يمتلك طريقة عقلانية لتخمين افضلية في علاقة احكام الحقيقة والفضيلة والتجربة الجمالية او الموضوعية، وبما ان الهيراركيات القديمة قد تفككت فان ثمة غابة جديدة بلا اشجار تشكلت في تخوم الوعي، تماما كما ينمسخ الفكر ويتناسل وينمو في هذه الغابة من اجل مستقبل يتقرر..
جاك ديريدا: التفكيكية
يرى ديريدا ان اللغة او”النص“ هي ليست انعكاسا طبيعيا للعالم، فبنيات النص هي تأويلنا للعالم، وقد اتبع ديريدا مسار هيدغر اذ يعتقد ان اللغة هي التي تشكلنا: والنصوص تخلق غابة بلا شجر نفهمها كواقعية، ويرى ديريدا ان تاريخ فكر الغرب قاعدة للتضادات: الخير عكس الشر، والعقل عكس المادة، والرجل عكس المرأة، والكلام عكس الكتابة. وهذه التضادات محددة تراتيبيا”هيراكيا“: والمفهوم الثاني، يعد افساداً للاول، والمفهومات بالتالي، ليست تضادات متساوية.
ويعتقد ديريدا ان كل النص يحتوي شرعية هذه الافتراضات، ونتيجة لذلك فان هذه النصوص يمكن ان تكون اعادة تأويل مع ادراك للتضمينات التراتبية في اللغة، ولايعتقد ديريدا اننا يمكن ان نصل نقطة نهاية التاويل والحقيقة. ويعتقد ديريدا ايضا ان النصوص كلها تعرض”الاختلافات“ التي تسمح بتعدد التأويلات، والمعنى مهمتها نشر المعرفة ولاتعرف الاستقرار.
والنصية تعطينا دائما فائض الاحتمالات ولانستطيع ان نقف خارج النصية في محاولة لايجاد الموضوعية.
واحدى النتائج للتفكيكية انها حقيقة في التحليل النصي وتتحول الى استحالة. وربما هناك تأويلات متنافسة ولكن ليس هناك طرق لا تأويلية يستطيع المرء ان يقدر صلاحية هذه التأويلات التنافسية اكثر من الاعتماد على فهم فلسفتنا للحقائق التي لايمكن نكرانها، وتحول التفكيكية اعماق الحقيقة المستقرة الى العقلنة في داخل رمال متحركة لتعددية التأويلات.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق