مدخل القصرية

مدخل القصرية
مدخل القصرية

الاثنين، 14 فبراير 2011

الصناعات القديمة

الاهرامات في وادي الحياة

الاثار في وادي الحياة

منطقة وادي الحياة من المناطق السياحية المميزة في ليبيا

1.   الصحراء :-
   هي منطقة جغرافية تخلو او ينذر بها النبات فالصحراء تعريف نباتي لا مناخي كما يخلو او يندر فيها البشر الافي الواحات حيث تتوفر المياه ويقل فيها تساقط المطر اقل من 25 ملم سنويا. فالصحراء اسم يطلق علي اي اقليم لا تساعد ظروفه الطبيعية علي قيام حياة نباتية او حيوانية تذكر، ولكن ليس معنى هذا ان الصحراء يجب ان تكون خالية تماما من الحياة،اذا ان الصحاري التي من هذا النوع قليلة واغلب الصحاري توجد بها حياة نباتية وحيوانية  ولكنها فقيرة جدا فالصحراء حارة نهارا وبارده ليلا وهذا ما يعرف بالقارية وهو لفظ يطلق علي المناطق الحارة الجافة قليلة المطر الا ان المناطق الصحراوية ليست بالضرورة جرداء خالية من النمو النباتي فان معظم التربة الصحراوية يوجد بها موارد طبيعية التي تتجدد دوما.وان الصحراء وما تمثله من سحر وخيال تبقى محط انظار الناس لانها البديل الوحيد لهذا العالم الصاخب الخالق، ففي الصحراء يتحرر الانسان من القيود التي يحياها في المدن والمجتمعات المتقدمة ، وايضا من الرقابة وجميع الظواهر المصوعة
    فالصحراء وما بها من مناظر طبيعية من جبال ورمال ونباتات متفرقة متناثرة متبعثرة في ارجائها فانها تعتبر مرفأً سياحي وترفيهي لسكان المنطقة القانطين بها او السائحين القادمين من اماكن اخرى من المدن ليتمتعوا بهذه المناظر الخلابة والرائعة.
    وتمتلك المنطقة الصحراوية في وادي الحياة حياة نباتية وحيوانية متميزة بقدرتها علي مقاومة الضروف الصعبة المتمثلة في الجفاف والحرارة معظم شهور السنة فهي  تمتع بعناصر جغرافية كالمواقع والسطح والمناخ فالمناخ المعتدل أو الدفئ شتاء أو الساخن الحار صيف أو يجعلها مناطق جدب للسواح الغريبين الدين يعانون من  برودة  الطقس في بلدانهم   حتى موسم الصيف فهذه الصحراء هى مناطق جدب سياحي لموسم سياحة متنوعة وخاصة في فترة من شهر التمور (أكتوبر) وحتى شهر الربيع ( مارس ).  
فسياحة الصحراء ليست فقيرة في مقوماتها الطبيعية فهي متوفرة بدرجة كبيرة ولكنها تحتاج لمزيد من التنمية للاستفادة من كنوزها عن طريق الاهتمام بالصحراء ومناظرها والحفاظ على أمن السائح وسلامته وتحسين الخدمات السياحية فالسياحة الصحراوية لا تفتقر في الواقع لمقومات طبيعة لصناعتها فهي غنية بدرجة كبيرة وإنما الأمر متعلق بوضع خطط طويلة المدى لبنائها تشمل في صيانتها على عدة برامج منها ما هو متعلق بالدعاية الموسعة بمختلف الوسائل ومنها ما يختص الأمن السياحي والحفاظ على أمن السواح .
2.المناظر الطبيعية :-
     تتنوع منطقة وادي الحياة تنوعا كبيرا في مناظرها الطبيعية والناتج عن تعدد المظاهر التضاريسية حيث تظم المنطقة مواقع جبلية مثل جبل زنكيكرا بمدينة جرمة وكهف الجنون بعد اوباري وبالقرب من مدينة غات ويوجد بالمنطقة ايضا جبال سود وسلسلة من الجبال متصلة ببعضها البعض.
   وكما تنتشر بالمنطقة كثبان رملية في جميع انحاء المنطقة وهي ذات اشكال وألوان يتعددة وتغطي مساحات شاسعة من الصحراء بشكل مدهش فهي مجموعات منتظمة في ترتيب واضح ودقيق واشكال متنوعة فهناك الكثبان الهلالية والكثبان المقببة والكثبان النجمية والكثبان الشبكية والكثبان الطويلة (السيوف) وعلاوة علي جمالها الابداعي المتمثل في تموج اسطحها وتنوع اشكالها والوانها فان هده الكثبان الرملية تمكن السياح من القيام بانشطة رياضية هامة مثل المشي والتزحلق علي الرمال واستخدام العربات الشراعية او من العلاج الطبيعي عن طريق الاستشفاء بالحمامات الرملية الساخنة وكدلك ساق المهارى ورياضة الفروسية وسباق السيارات الصحراوية . وركوب الأبل .
    فالكثبان الرملية تعتبر منظر من المناظر الطبيعية الرائعة ذات جذب سياحي مميز واضافة الي ذلك التكوينات الصخرية الناتجة من عوامل النحت كالاعمدة والموائد الصخرية وغيرها وتعد الواحات عموما من اهم المعالم السياحية الصحراوية التي تتميز بجمالها الطبيعي اذا تقع عادتا في مناطق المنخفضات حيث مصادر المياه قريبة من السطح مما يساعد علي نمو انواع مختلفة من النباتات والاشجار التي تغطي مساحات واسعة من الواحة والتي من اهمها اشجار النخيل وتحيط بهذه الواحات كثبان رملية وفي بعص الاحيان تكون البحيرات قريبة منها فهذه الواحة بتراتها الثقافي ومدنها القديمة ذات الطابع المتميز التي وفرت علي مدي العصور الماء والغذاء للسكان مامكنهم من القيام بالنشاطات الاجتماعية والاقتصادية التي شكلت حضارة وثقافة صحراوية مميزة.
    اما البحيرات فهي تعد اهم المناظر الطبيعية بالمنطقة حيث يزين حوافها سياج من اشجار النخيل والخيرزان والاتل ويشرف علي بعضها تلال الكثبان الرملية مباشرة فهذه البحيرات التي تحيط بها الكثبان يتطلب الوصول اليها متعة المغامرة في الرمال والقيام بمجموعة من الرياضات الصحراوية بالقرب من هذه المناطق كرياضة التزلج علي الرمال بالسيوف الرملية ورياضة المظلات التي تتيح فرصة التمتع بالمناظر الطبيعية من اعلي وعلاوة علي ذلك فان وجود البحيرات وسط الصحراء يثير دهشة واهتمام الكثيرين من السياح والزائرين والأغرب من ذلك فانه الي جانب هذه البحيرات المالحة توجد بجانبها مياه صالحة للاستعمال البشري وتعتبر بحيرة قبر عون من أشهر هذه البحيرات الصحراوية التي تجتذب السائحين والزوار اليها حيث تستعمل هدة البحيرات علاج للأمراض الجلدية وغيرها من الأمراض الأخر.
3.   مرافق الإيواء السياحي :-
لاتساهم عوامل الجدب السياحي المختلفة في قيام سياحة مزدهر هالا اذا توفرت بها أماكن تسهل الإقامة مثل :الفنادق والمنازل والمخيمات السياحية . التى تقدم خدمات النوم والإعاشه فهده المرافق تعتبر من أهم عوامل الجدب السياحي فبدونها تفقد هده الأماكن الاترية والمناظر الطبيعية جزء من قيمتها(فيجب ان تتوفر هذه امرافق باعداد تغطي احتياجات السائحون بما يتناسب مع الدخول المختلفة للأفراد القادمين،ولذلك يجب العناية بهذه المنشآت السياحية باعتباره اساس البناء السياحي فبدونه قد تؤدي الي السياحة بالفشل.
أ‌-  الفنادق:-
يعد وجود الفنادق من كل الانواع من 3-4-5 نجوم تتناسب مع امكانيات السائح  حيث ان السائحون لايأتون من مستوى اجتماعي واحد او مستوى معيشي واحد وان مستوى الانفاق يختلف من سائح الي أخر  وبعكس التصنيف الفندقي علي سبيل المثال تدرجا وارتقاء وتنوعا في الخدمات من مستوى نجمة واحدة الي خمس نجوم ويعتمد التصنيف علي عناصر وشروط مفصلة لكل مستوى وتتضمن العناصر والشروط ساحة الارض والمباني وعدد الغرف ومدخل الفندق والمرافق العامة من قاعات استقبال وصالات جلوس وقاعات طعام والمرافق التجارية مثل مكاتب السياحة وشركات الطيران ومكاتب تأجير السيارات ومتاجر الهدايا ومواقف السيارات وبرك السباحة والحدائق والخدمات الصحية

ويوجد في الاقليم حوالي أربعة فنادق وجمعية بيوت الشباب بالفجيج .

اسم الفندق
مكان وجودة
الجهة التابعة لها
فندق القلعة السياحي
اوبارى
قطاع عام
فندق بيت جرمة  
جرمة
الضمان الاجتماعي
فندق جرمة السياحى
جرمة
قطاع عام
فندق قصر الجنوب  
الديسه
قطاع خاص
فندق اوبارى السياحى
اوبارى
قطاع خاص
جمعية بيوت الشباب  
الفجيج
جمعية بيوت الشباب الليبي

Ø    فندق القلعة السياحي :-
    يقع فندق القلعة السياحي في مدينة اوباري المركز علي الطريق الرئيسي وهو عبارة عن فندق اثري خاص بالسياح القادمين الاجانب والعرب ويوجد به مكتب الاتصالات وشركة الطيران الجوي وكما يحتوي علي عدد 20 غرفة ارضية والفندق عبارة عن دور واحد وبه استراحة كبيرة ومطعم وتجرى به اعمال الصيانة حالياً.
    وسبب تسمية الفندق بهذه التسمية ترجع الي الشكل الذي بني عليه فو علي هيئة قلاع يشبه القلعة وهذا مما أدي إلي جذب السواح اليها من جميع انحاء العالم.
Ø    فندق بيت جرمه:-
    يقع فندق دار جرمه علي يمين المتحف وهو عبارة عن فندق سياحي حديث بني حديثا في المدينة السياحية بسبب تزايد إعداد كبيرة من السواح إلي المنطقة،وقد انشأ الفندق منذ 1981 ولكن الاعمال به توقفت واكمل بناءة في السنوات الاخيرة والفندق يتبع صندوق الضمان الاجتماعي  ويحتوي الفندق علي دورين وبه خدمات متعددة واستراحة وحديقة ومطعم سياحي ويقدم الفندق خدمات النوم والراحة والوجبة الصباحية.
Ø    فندق جرمه السياحى:. 
   يقع فندق جرمه السياحى يسار متحف جرمة الاترية ولكنه يتعلق في الوقت الحالى وحيث يقومون السواح بزيارت لغرض التصوير بحيث يعتبر الفندق قديم رمم حديث وقامت عليه بعض اعمال الصيانه وتعتبر هدا الفندق من من اول الفنادق بمنطقة الدارسة بعد فندق القلعة بمدينة اوبارى ويحتوى الفندق على مبنى صغير واستراحة وحديقة .
Ø     فندق قصر الجنوب السياحى :.
يقع فندق قصر الجنوب السياحى على الطريق الرئيسي يبعد عن مدينة اوبارى 3كم شرقاً ويتكون الفندق من تلاتة ادوار وبه صالة استقبال للضيوف ومطعم ويقدم الفندق خدمات النوم والراحة فقط وقدتم انشاء الفندق في يوم من شهر الكانون سنة 2006 ويعتبر الفندق قطاع خاص يتكون من 16 غرفة مكيفه نظام اجنحة واغلبية النول من الشركات ويزور الفندق معدل 20 سائح ايطالي و10 سائحون بريطانيون يومياً وعدد العاملين بالفندق 12 عاملاً من العناصر الوطنية التى يتراوح . اعمارهم مابين 30-45 وحيث ان أكثر السياح الزايرون اعماره مادون 36 اى مابين 36-55 سنة حيث نسبة السياح العرب قليلة ونادرة جداً اكثر السياح يقومون في المخيمات السياحية .
Ø    فندق أو بارى السياحي :-
    يقع فندق اوبارى السياحى في مدينة اوباري المركز وهو يعتبر قطاع خاص ويتكون الفندق من 11 غرفة مكيفة وصالة استقبال ومطعم وحديقة واستراحة حلوس وقد افتتح الفندق سنة 2001 واكثر الزائرون من الشركات وكما ان تعتبر السائحون الاجانب الى هدا الفندق قليلة جداً حيث يزوره حوالى 10 يومياً من جميع الجنسيات ومن اصحاب الشركات والعاملين بها بنسبة 40 يومياً وكما ان العاملين بالفندق من العناصر الوطنية حيث يبلغ عدد العاملين 6 عاملين مابين المطعم والاستقبال والغرف والحديقة والادارة .  
جمعية بيوت الشباب :-
   تعتبر عنصر جذب هام للسواح وخاصة السباب نظرا لقلة تكاليف الإقامة وتقع جمعية بيوت الشباب علي الطريق الرئيسي في منطقة الحجيج وبه خدمات كثيرة ومتوفرة للسياح من دوي الدخل المحدود.
ب - المنتجعات السياحية :-
    هي المكان المستخدم للراحة والترفيه وجذب السياح وتقوم المنتجعات بتقديم جميع ما يحتاجه النازلون فيها من طعام وشراب وسكن والرياضة والتسوق وتسهم المنتجعات بشكل متزايد في جذب السياح والزوار إلي المناطق السياحية ومنهم هذه المنتجعات هي منتجعات منطقة تكريكيبة وهي أربع وتوجد بالقرب من البحيرات وأيضا توجد مخيمات قريبة من البحيرات وكما يوجد هناك منتجعات في منطقة اوباري والديسة وهذه كلها تقدم خدمات النوم والإعاشة.
4. المعالم الأثرية والتاريخية في الإقليم:-
  يعتبر وادي الحياة مهد للحضارة والتراث حيث يوجد علي أرضه أقدم حضارة في ليبيا وهي حضارة الجرمنت والتي ما زالت توجد أثارها في مدينة جرمه الأثرية كما يوجد بها العديد من المعالم والمقابر وأهرامات الحطيبة والحرائق وغيرها .
   كما تمتاز وادي الحياة أيضا بجمال طبيعتها وهو الأمر الذي جعلها أداة جذب للسياحة والسائحين من شتى أنحاء العالم.
  حيث تمتاز بالسياحة الصحراوية لاشتمالها علي البحيرات المالحة أهمها بحيرة قبرعون.
أ‌-    جرمه:-
   تعتبر جرمه من المدن الأثرية تقع في الجزء الجنوبي الغربي من ليبيا بالصحراء الكبرى تنسب إلي سكانها القدامى الجرمنت فقد بناها الجرمنتيون في القرن الأول للميلاد كعاصمة لهم.
أولاً: مستوطنة زنكيكرة:
  دلت الحفريات الأثرية علي ان اول مستوطنة أقامها الجرمنت كانت علي قمة جبل زنكيكراً حيث عتر علي ثلاث جدران ضخمة وبقايا بعض الأكواخ، والجبل عبارة عن قمتين تعلو الجنوبية نجد هناك بقايا أربعة أسوار تمتد جميعها من الغرب إلي الشرق وهي تسير موازية كل منها للآخر من الشمال إلي الجنوب ويعتبر السور الأول أطولها وأكثرها احتفاظا بمنظرها الأول والأسوار جميعها مشيدة بقوالب كبيرة من الأحجار رصت فوق بعضها بدون انتظام أما السور الثاني والثالث والرابع فقد انهارت ولم يبقى منها إلا الأساسات، ولقد تم  أنفحص الفني الأثري لهذه الأسوار انها أقيمت لحماية هذا الموقع، وتعتبر القمة العليا أقدم مستقر معروف للجرمنت لأنه يرف علي الوادي لاسيما من مدخله الغربي ويظهر إن الجرمنت كانوا يقيمون في الخيام والأكواخ إذا لم يعتر علي القمة العليا علي أية أساسات لمساكن أو غيرها وكما إن من الغريب انه لا توجد أية آبار بذلك الموقع مما يدل علي أنهم كانوا يعتمدون علي مياه الإمطار التي كانوا يخزنونا في صهاريج معده لهذا الغرض ، أو أنهم كانوا يحصلون علي المياه من الآبار الموجودة عند أسفل الجبل تم يسحبوها إلي السطح العلوي وبسبب صعوبة الصعود والنزول قد دفع الجرمنت إلي اختيار سطح الجبل الثاني وهي القمة الشمالية نظرا لكونها منخفضة نسبيا أولا ونظرا لسهولة الدفاع عنها ثانيا فأقاموا عليها صورا دفاعياً عالياً لم يبق منه سوى سور طوله عشرون مترا وارتفاعه ثلاثة أمتار وعرضه متران ونصف وخلف هذا السور الذي يمتد من الشمال إلي الجنوب المقر أذي كان يسكنه الجرمنت و به آثار أساست الأبنية التي شيدت بقوالب منتظمة من الأحجار، وكما توجد علي الجبل الكثير من النقوش الصخرية والرسومات الرائعة التي نقشها الجرمنتيون علي الجدار والرسم عمل بأداة حادة في صخر الرمل النوبي ويظهر في الصورة بعض الحيوانات.
ثانياً:- الضريح:
    يعد ضريح جرمه أول المعالم الأثرية التي عرفها العالم الغربي فقد زارها عدد كبير من الرحالة الأوروبيون الذين زاروا فزان في القرن التاسع عشر الميلادي ، ويقع هذا المبنى شرق جبل زنككرا بحوالي 3 كم وهو عبارة عن مبنى يتكون غلافه الخارجي من قوالب منتظمة من الحجر الرملي الطوبي بينما يتكون في داخله من قطع صغيرة من الأحجار المتماسكة فيما بينها بملاط يعلوها صف من قوالب الأحجار المنتظمة ويليها صف أخر من نفس النوع من الأحجار ثم صفا ثالث اصغر من الصف الأول ثم الصف الذي يليه اصغر من سابقه أي إن قاعدة الضريح لترتقي إلي اعلي علي هيئة مدرجات ويبلغ ارتفاع المبنى حوالي أربعة أمتار وهو يتكون من سبعة صفوف من قوالب الأحجار رصت بعضها فوق بعض بعناية ، وحول الضريح توجد جبانة كبيرة تحتوي علي كثير من القبور الدائرية متناثرة أمام الضريح من الناحية الغربية.
ثالثاً: المقبرة الملكية:-
   تقع المقبرة الملكية جنوب مدينة جرمه القديمة بمقدار 6 كم وتوجد ثلاثة مجاميع من القبور ، والمجموعة الأولى من هذه القبور عبارة عن أربعة مقابر كبيرة موجودة علي احد الأرصفة عند سفح الجبل في عصور سابقة وقد دمر اللصوص سقوفها وبعض جدرانها أثناء قيامهم بنهبها.
    إما المجموعة الثانية فيتكون من خمسة وعشرين قبرا شيدت في صف واحد من الجنوب إلي الشمال وهذه القبور أيضا تعرضت للسرقة في عصور وكانت تحتوي علي عدد كبير من الأواني الفخارية والزجاجية وقد أعادت البعثات الأثرية فتح بعض هذه القبور لدراسة محتوياتها كما قامت مصلحة الآثار أيضا بنفس الدراسة علي عدد أخر من القبور وتدل الكشوف الأولية إن هذه القبور كانت مربعة الشكل وكانت علي هيئة مصاطب مبنية بالحجر المتماسك بالملاط ومطلية بالطباشير الأبيض.
  فالقبور التي في الناحية الجنوبية اكبر حجما من الناحية الشمالية وكما إن البقايا التي وجدت بالجنوبية أثمن من التي وجدت في الشمالية .
*مقبرة الملكات :
   توجد هذه المقبرة بشرق المقبرة الملكية السابقة الذكر وهي اصغر حجما منها وأكثر عدد ومن أثرة بغير ترتيب وبعضها مصطبية وبعضها الأخر دائرية الشكل لا تعلو عن سطح الأرض الا بمقدار ثلاثين سنتيمترا وهي مخصصة للملكات.
رابعاً: مدينة جرمه القديمة:-
   في قلب الوادي وفي وسط غابة كثيفة من النخيل توجد أطلال جرمه القديمة البيضاوية الشكل يحيط بها من الخارج فندق وكانت المياه تملأ قسماً كبيراً منه وتنبع المياه بكثرة في هذا الخندق من الناحية الشمالية والغربية ، ويلي الخندق سور مبني بقوالب اللبن وتشاهد عليه أثار الأبراج وقد ترك عليه الزمن والعوامل الجوية أثار لا تمحى ولقد ضلت جرمه القديمة مسكونة حتى عهد قريب.
  وقد بنيت جرمه في أوائل القرن الأول الميلادي عندما انحدر سكان رنككراً من سفوح الجبل إلي بطن الوادي وقد قاموا بتشييد منازلهم من الأحجار علي الطراز المعماري الإغريقي .
خامساً: متحف جرمه :-
   يقع المتحف بمدينة جرمه الأثرية علي بعد 32 كم شرق مدينة اوباري المركز وقد بني عام 1968 وافتتح عام 1969 وأعيد توسيعه عام 1970 حيث افتتح بعد التوسيع عام 1971 وأعيد تأسيسه في العام 1989.
   والمتحف يصنف بأنه إقليمي يضم محتويات تاريخية من الرسومات والنقوش التي رسمها الإنسان القديم إضافة إلي أحجار يعود تاريخها لفترة ما قبل التاريخ  ويتكون المتحف من خمسة صالات:-
1-    صالة معروضات مراحل ما قبل التاريخ .
2-    صالة أثار العصور الجرمنتية .
3-    صالة أثار العصور الإسلامية .
4-    صالة المقتنيات الشعبية.
5-    صالة عصر الجماهير.
   كما يحتوي المتحف علي مومياوات تعود إلي نحو 2300 عام ويصل عدد السياح الذين يزورون المتحف إلي نحو 110.000 سائح في كل موسم.
ب- الأهرامات :
1-أهرامات الحطية :-
   علي بعد 6 كم من اوباري توجد جبانة فوق ارض مكشوفة لا تبعد كثيرا عن الطريق الرئيسي المار من سبها إلي اوباري وحيث يحيط بالجبانة سور قصير جدا والجبانة عبارة عن مجموعة من المقابر الهرمية الشكل مبنية بقوالب اللبن ويبلغ ارتفاعها حوالي أربعة أو خمسة أمتار ولقد اجترت العوامل الجوية من مياه الإمطار والحرارة والرياح إلي هذه المباني فدمرت بعض منها وفتت بعضها الأخر إلي أجزاء متناثرة.
   ويظهر من ذلك إن بعض لصوص المقابر قد حاولوا اللجوء إلي داخل هذه الأهرامات معتقدين إن غرف الدفن والكنوز موجودة داخل البناء وإنما هو موجود تحت الهرم نفسه.
    ومن الملاحظ إن الجرمنت قد مارسوا أنواعا مختلفة من طرق الدفن وشيدوا أنواعا عديدة من المقابر مثل الطراز الدائري من القبور والطراز المربع من القبور والطراز الهرمي كما هو في جبانتي الحطبية والحرائق والشكل التالي يمثل أهرامات المقابر الهرمية لمنطقة الحطية.
2- أهرامات الخرائق:-
   علي بعد 20 كم شرق جرمه تقع قرية قرقرة وعلي مسافة قليلة إلي الغرب منها وبالقرب من الطريق الرئيسي تقع جبانة عند سفح الجبل هي جبانة الحرائق الهرمية وان هذه القبور مبنية باللبن بقوالب غير منتظمة الشكل وقد دمرت علي يد لصوص المقابر الذين حكموا المباني علي رغم إن بها كنوز مدفونة بالداخل وقد بعثروا العظام و كسروا الأواني الفخارية.
   والجبانة تشغل مساحة قدرها ثلاثة ألاف متر مربع أو ما يزيد قليلا وقد أقامت مصلحة الآثار سورا صغيرا لصيانة الموقع، وداخل هذه المساحة يتناثر عدد من القبور الهرمية الشكل وقد أصيبت جميعها بالتخريب علي يد لصوص المقبرة كما وان العوامل الجوية ولاسيما الإمطار قد مسحت معالم بعضها و يظن إن عدد قبور هذه الجبانة أكثر من الثلاثين ومعاضمها في حالة جيدة من حيث المظهر
ج- القصور والقلاع:-
1- قصر بالحارث:-
ويقع غرب منطقة الأبيض ب 10 كم حيث يعترض الطريق كتلة جبلية صخرية علي شكل هرم غير منتظم الجوانب ويرقى من الجانب   الشمالي الشرقي لهذا الجبل الذي يقع منفصلا عن الكتلة الأصلية لسلسلة جبال حمادة مرزق ويوجد بها صف من الدرجات ازيلت معضمها وفي نهاية هذه الدرجات يوجد سور مشيد من الأحجار غير منتظمة انتظاما جيدا ويبلغ طول السور حوالي مترين والسور يشبه الشكل البيضاوي ويوجد بالسور مدخل رئيسي.
     حيث يوجد بالقمة مبنى علي شكل دائري مدخله من الناحية الشرقية وهو عبارة عن مسكن مشيد بقوالب من الحجر المرصوص ومن الداخل به حجرات متعددة ومن مظهر القلعة بأنها بنيت بشكل مستعجل لغرض الحماية والدفاع عن سكان القرى المجاورة من الغزاة.
2- القلعة الشرقية بمنطقة القلعة :-
    وتقع من الغرب من قرية اخليف كتلة صخرية توجد اطلال هذه المدينة فوقها وتحيط بها ثلاثة أسوار عالية بها أثار الأبراج وهي علي شكل بيضاوي ويمتد السور الخارجي الذي يحيط بالمدينة بالقرب من قاعدة الجبل وقد زالت اغلب أجزاءه وأبراجه ولم يتبق منه شئ سوى الأساسات وبعض الجدران الواقعة للناحية الغربية أما السور الثاني فأغلب أبراجه وجدرانه مازالت سليمة فيها تمتد بعد السور الأول وخلفه بئر عميق يصل اتساعه 6 م وعمقه 8 م و أما السور الثالث فهو مشيد ومتماسك ويوجد عليه بقايا الأبراج وخلفه توجد المساكن المبنية بالأحجار وفي داخل القلعة توجد مقر الحاكم.
3- جبانة التناحمة:-
   تقع علي بعد 55 كم شرق مدينة جرمه إطلال جبانة كبيرة تتكون من ثلاثة مجاميع من القبور تتناثر علي شكل مثلث قاعدته عند منحدر الجبل ورأسه عند أسفله وتتكون الجبانة من عدد كبير من القبور بعضها علي شكل مصطبتين مربعتين وبعضها الأخر علي شكل دوائر وهذه الجبانة كانت مدافن أسرة الأمراء التي كانت تحكم هذه البقعة.
4- قصر بمنطقة القصير:-
   علي بعد عشرة كيلومترات من بلدة الرقيبة توجد إطلال ثلاثة قصور كل منها علي مسافة من الأخرى والمنطقة كثيرة الإعشاب والنخيل ولا توجد بها أية مساكن .
  فالقصر الأول سمي بالقصر(2) فهو مشيد من اللبن فقد دمرته مياه الإمطار أما القصر الثاني سمى بالقصر (3) فان أبراج هذا القصر مازالت قائمة وكذلك أسواره والقصر مبني بقوالب ضخمة من اللبن وقد رصت بعضها بجوار بعض والأبراج عالية ومربعة الشكل و إما القصر الثالث سمي بالقصر(4) فهو مازالت أسواره وبعض أدواره العلوية قائمة والمبنى عبارة عن قلعة شيدت جدرانها باللبن ولا زالت أثار الخندق المحيط بالقلعة ظاهره للعيان.
5- قصر ضوء بالقراية:-
   إلي الغرب من منطقة القصير يوجد قصر ضوء المبني بقوالب من اللبن ولا زالت أسواره وأبراجه العالية قائمة حتى الآن فهو شبيه بالقصر (3) إلا انه يختلف عنه في انه يوجد إمام المدخل حاجز مرتفع يمتد إمام الخندق الذي يحيط بالسور الخارجي إما السور الخارجي فيمتد علي هيئة مستطيل مدخله من الناحية الشمالية وطول كل ضلع من ضلعيها الشرقي والغربي 34م والشمالي والجنوبي30 م ويوجد ثلاثة أبراج علي الإضلاع الأربعـة ووسط القلعة يوجـد فناء مكشوف يقوم عند احـد أركـانه بنـاء صغير تداعت جدرانه الآن وبالقرب من هذا المبنى يـوجد بئر.
6-قصر لاركو:-
   الي الجنوب من الطريق القديم وعلي مسافة الثلاثة كيلومترات تقريبا الي الغرب قصر ضوء يقع قصر لاركو المستطيل الشكل يبلغ طول كل ضلع من ضليعيه28 متراً وبينما يبلغ طول كل ضلع من ضلعيه الشمالي والجنوبي 26 متراً ولم يبقى إلا الواجهة الشرقية والجنوبية والمدخل من الناحية الشرقية ، فجدران القلعة مبنية بقوالب منتظمة من الأحجار والمدخل به سلم يرقى به إلي الأعلى يرتفع عن قاعدة اللغة إلي ارتفاع مترين تقريبا ويبلغ ارتفاع الدخل المترين بينما عرضه المتر والنصف والمدخل مسقوف بكتلة واحدة من الصخر.
7- قصر الفجيج الجنوبي والشرقي والغربي :-
إلي الغرب من قصر لاركو علي بعد 4 كم يقع قصر الفجيج الشرقي المبني بقوالب من اللبن ولازال جدران سوره الشرقي والجنوبي موجودة وترتفع 3 أمتار فوق سطح الأرض وعلي بعد كيلومتر واحد من القصر الفجيج الشرقي يقع قصر الفجيج الجنوبي وهو عبارة عن خندق واسع مربع الشكل يحيط من الخارج بمبني مستطيل الشكل  وأما القصر الثالث وهو القصر الغربي بمنطقة الفجيج المستطيل الشكل الذي يبلغ طوله حوالي 52 متراً وعرضه حوالي 40 متراً وهو مبني بقوالب من اللبن ولا يزيد ارتفاعه عن 1.5 متر
5- الصناعات التقليدية :-
    تتعدد الصناعات التقليدية داخل المجتمع الواحد لأنها تعتمد في جانب كبير منها علي موارد البيئة المحلية والأيدي العاملة الرخيصة التي توارثت هذه الإعمال عبر الأجيال ولذا تكون تكلفتها بسيطة علي الرغم من إن عائدها مجزي للغاية.
   وتبرز أهميتها في أنها تساعد علي ملئ وقت الفراغ وتبرز المواهب والإبداعات وتسمى القدرات ولابتكارات فهي تعتبر مصدر رزق للقائمين عليها فهي متوارثة عبر الأجيال يتناقلها جيلا بعد جيل ويقوم الجيل الثاني بتطويرها وهكذا تتطور الصناعات التقليدية جيل بعد جيل حيث توجد بمنطقة الدراسة العديد من الصناعات التقليدية حيث خصص لها مركزا خاصا يسمى بمركز القدس بمنطقة الغريفة 26 كم شرق مدينة اوباريوكما يوجد العديد منها في متحف جرمة وفي منطقة تكركيبة وغيرها من المناطق الاخرى .
   وتتعدد الصناعات التقليدية بمنطقة الدراسة كما في الصناعات المأخوذة من سعف النخيل حيث تشمل المراوح والصبصاب والمظلات وغيرها ،وأيضا المصنوعة من الفخار والطين كأواني حفظ الماء ، وأيضا الصناعات الخشبية مثل الجرارة والكرية وغيرها ، وأيضا الملابس وأدوات الزينة، كما توجد الصناعات الغذائية المصنوعة من القمح والشعير والمصنوعة من التمور والألبان، وكذلك الصناعات الجلدية كالحقايب و الأحذية والألبسه والاحزمه والسروج والخيمة وغيرها من الصناعات التقليديةالقديمة المنتشرة عبر الصحراء التى تعرض معظمها حالياً في الأسواق مثل الخيم والسروج والألبسه والحقائب والقبعات والمراوح والمضلات المصنوعة من السعف والاوانى المصنوعة من الفخار حيت انها  تضع معظمها في البيوت والمزارع ولكن في الوقت الحالي سيتم فتح مركز فنى خاص بهده المقتنيات الشعبية تضع وتعرض فيه حيث كانت في السابق تضع البيوت وتعرض في المركز الفنى واكثر من يقتنى هذه الصناعات هم من كبار السن يقضون فراغهم في صنعها وحيث ان هده الصناعات مازالت اكثرها حتى الان .






                                                                    





                                               





                                                 


                           




      

                                        



 

                                        



                    


             
                    

                             

                          






الجمعة، 4 فبراير 2011

في الفكر الفرنسي المعاصر

أهدي جهدي المتواضع لدكتوري العزيز عبد الكريم العجمي الزياني/ بجامعة الفاتح
للنقد الأدبي الفرنسي ، وللفكر الفرنسي بعامة ،فتنة خاصة ، ومذاق فريد لا يلتبس بغيره من النقود ، في العقل الفرنسي وضوح ورهافة وانصقال ، تمدين لا تيني لا تجده عند أوغاد النقد الأنجلو _ سكسوني ، مهما يكن لهذا الاخير من مزايا ذات لون مغاير . ثمة فجوة ، بل هوة ،تفصل بين شعر الأفلام الفرنسية ( وماذا يكون الفيلم إن لم يكن فكر نقديا مصورا؟) ونثر الافلام البريطانية ، دع عنك فظاظة الافلام الامريكية ،ودين الحياة الثقافية العربية للفكر الفرنسي _ منذ بعثة رفاعة الطهطاوي إلى باريس حتى يومنا هذا _ دين كبير مر بعدة مراحل ،وقامت على دربه صوى بها يهتدي السائر ويسترشد الحائر ، من ذا الذي يستطيع ترجمة عادل زعيتر لكتاب أناتول فرانس( حديقة أبيقور) أو ترجمة عبد الحميد الدواخلي ل(فولتير) لأندريه موروا ،أو ترجمة محمد مندور ل( دفاع عن الأدب ) لديهاميل ،أو ترجمة محمد غنيمي هلال ل ( ما الأدب؟) لسارتر أو ترجمة محمد القصاص ومحمود قاسم ل( تاريخ الأدب الفرنسي) للانسوان،أو ترجمة مصطفى ماهر ل( مدخل إلى الأدب) لإميل فاجيه، أو ترجمة إدوار الخراط لكتاب فرنسيس جانسون ( سيمون دوبوفوار أو مشروع الحياة )؟ لك أن تضيف إلى هذه القائمة أسماء أخرى _ مثل جيد وفاليرى ومورياك وكامو _ وستجد نفسك في معرض حافل ومجلى نفيس من البراعة النقدية ، والرشاقة الفكرية التي تتخطر تخطر اللاعب الماهر فوق أسلاك السيرك وأحباله ،والتلاعب الحر للذكاء ،إذ يجيل لديه في كافة القضايا المطروحة مستكشفا ومرتادا،بلا كف ولا تهيب ، كانت باريس في العقود الأولى من القرن العشرين هى _ولامشاحة _ عاصمة الثقافة الأوروبية ،إليها ترنو الأبصار وتشرب الأعناق، وبها يلوذ فنانون من جنسيات أخرى أخرى مثل رلكه الألماني ، وباوند  وهمنجواى وجرترود ستاين وإليوت وهنري مللر من تلك القرة نصف المتوحشة،أمريكا .
لهذا نرحب بكتاب صدر في عام 1998 تحت عنوان ( نماذج من الفكر الفرنسي المعاصر ( دار الثقافة للنشر والتوزيع ) لنخبة من الكتاب . وترجمة الدكتور كاميليا صبحي ، مدرس الأدب الفرنسي بكلية الألسن، واصبح بعدها أستاذ والملحق الثقافي لجمهورية مصر العربية في باريس، مع مقدمة للدكتور وائل غالى .سبق أن نشرت أغلب مقالات الكتاب خلال عقد التسعينات على صفحات مجلة (القاهرة ) حين كان يحررها الناقد الراحل الدكتور غالي شكري ، وهاهي ذي تجتمع الآن على صفحات مجلد من أربعمائة صفحة ونيف فتتيح لمن لايقدرون على قرأة بالفرنسية ـ مثلي ـ إطلالة على عالم خصيب بالأفكار ، موار بالخلافات ، مصطرع الاجتهادات ، مضيئ الاستبصارات .
الفصل الأول من الكتاب (( الجنس والوجود )) يضم مجموعة مقالات نشرتها مجلة (( لي لاتر فرانسيز)) ( الآداب الفرنسية ) تناقش إشكالية الجنس في العالم الغربي ،وتطرح أسئلة من نوع ،كيف كانت الحالة العقلية والنفسية لمفكرين وفنانين بارزين مثل فوكو والماركيزي دي ساد وبودير وغيرهم ؟هل الدعوة الجنسية هى الاباحية ؟وهل الأدب المكشوف أدب أباحي ؟(سبق أن عالج الروائى الانجليزي د.ه لورنس بعض هذه القضايا في كتاباته النقدية في العشرينات ، وإن لم ينشر بعضها إلا بعد وفاته في 1930). هنا يناقش الكتاب الحب والرغبة ، والرسومات الجنسية ، والموقف الكلبي من الجنس (كان ديوجين الأغريقي يستمنى في ميدان عام على الملأ دون حرج ! .
أما الفصل الثاني ((ديكارت فارس العقل )) فيضم مقالات عن أبي الفلسفة الحديثة بمناسبة المئوية الرابعة لميلاده ( ولد في 1596). يحمل أحد الاقسام عنوانا يقول ديكارت عالم الرياضيات كبير ضل طريقه الى الفلسفة )) وربما كان هذا أجدر بأن يقال عن غريم ديكارت وقرينه : بسكال ( يلاحظ جان يوري ـ بحق أن علاقة هذين الرجلين أشبه بعلاقة كيرجارد بهيجل ). ويتناول الكتاب علم الأخلاق الدركارتي ،وفكره الاقتصادى، ومفهوم البدن عنده من حيث هو امتداد مكاني ،والزمن بوصفه مجالا،ومجلي للحرية في فلسفته .وثمة قسم يحمل على شئ فعلي مركب نقص،كقولهم إن ابن النفيس سبق الطبيب الانجليزي هارفي ألى اكتشاف الدورة الدموية ،وان ابن الهيثم سبق نيوتن الى دراسة البصريات .او أن ملاحين عربا سبقوا كولمبس الى اكتشاف أمريكا ،أو أن ان الغزالى سبق هموم ألى سبق هيوم إلى مفهوم السببية .وكل هذا هراء ،ولو كان القائل بآخر دعوى فيه هو زكي نجيب محمود .وينتهى الفصل بدراسة لمواقف ديكارت السياسية .
أما الفصل الثالث (مفكرو القرن العشرين ) فيتناول فيليب سوليرس تحت عنوان مولييري:(الثائر رغم أنفه) وجيل دولوز الذي وضع حدا لحياته من عمر يناهز السبعين فأسترح وأراح (هذا رأيى لا أرى الكتاب ) ،والفيلسوف الفرنسي إيمانويل ليفيناص،ةالفيلسوف الروسي المولد جانكليفيتش،وريمون آرون (وهو مفكر يميني)وبول ريكور،واستعراضا لقضية العلم بين اللامعقول والمنطقية الصارمة ،وثمة قسم عن فيلسوفالنمساوى المولد (ماأشد أختلاط الانساب والأعراق في هذا الكتاب !)كارل بوربر صاحب (منطق الاكتشاف العلمي والمجتمع المفتوح وأعداؤه وجدب النزعة التاريخية وهو الرجل الذي وجه ضربات مصمية إلى الوضعية المنطقية ،والفاشية ،والنازية ،والشيوعية .ووقف في مواجهة عمالقة من قامة أفلاطون وهيجل وماركس،أعظم ممثلى المجتمع المغلق وفي هذا الصدد السفر الجليل للدكتورة يمنى الخولى تلك الأستاذة النابغة عن فلسفة بوبر (وهو في الأصل أطروحة جامعية )وقد صدر في أكثر من خمسمائة صفحة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب في 1989م .ثم تقدم الدكتورة كاميليا صبحى مقالات عن أزمة الاتصال في العالم الغربي،ومحاولة لإقامة نظرية جمالية للوجود .
والفصل الرابع (نزع الاشتراكية الأخير )يناقش هذه القضية التى ربما كانت أخطر قضايا الفكر السياسي في عصرنا منذ غامر جورباتشوف أو قامر بتحويل مجرى الفكر السياسى والهيكل الاقتصادى والاجتماعى لبلاده ،ويكتب توماس فيرانزي عن مفهوم العدالة عند المفكر الأمريكي جون راولز ، وهو موضوع كتاب صدر في سلسلة (كتاب الهلال ) منذ سنوات لذلك الشاعر المفكر ،أستاذ الفلسفة الدكتور نصار عبد الله ،ويكتب دانييل بن سعيد عن ماركس السابق لزمانه ،كما تقدم المترجمة حوارا حول ماركس، ومناقشةلمفهوم نهاية التاريخ .
أما الفصل الخامس والأخير وهو بمثابة خاتمة تراجيدية جليلة لقرن تراجيدى يعوزه الجلال فيتناول السيرة الذاتية للويس التوسير الذي قتل زوجته إيلين خنقا(محققا بذلك الحلم المكبوت لأزواج لاحصر لهم !) والفصل مؤلم ومكدر بأمانته ،ولكن نزاهة التوسير العقلية وفاء ذهنه إذ يحدق بعينيه في أعماق الهوة ،جديرة بالاحترام وأستخلاص العبر منها .
مآخدى على الكتاب ؟ ثمة أخطاء لغوية وإملائية ومطبعية ينبغي أن تبرأ منها الطبعة الثانية . ولاترسم المترجمة بعض أسماء الاعلام كما ينبغي :ف (( جليليارديل ص(91) هو الفيلسوف الانجليزي جيلبرت رايل ( لعلها حدفت التأء في نهاية أسمه الاول تمشيا مع النطق الفرنسي ) صاحب كتاب
 ( مفهوم العقل ) 1949 .(ووليم بوروج هو الروائى  الأمريكي وليم باروز صاحب (الغداء العاري) والبوهيميى متعاطى المخدرات (لاشك أن وجود حرف الجيم في أسمه هو الذى ضلل المترجمة ،ولكن الحرف هنا صامت لا ينطق) ولماذا تسمى كتاب هيدجر الصرحى (الوجود والزمان ) (وجود وزمن )بصيغة التنكير ص192 فتقلل بذلك دون ان تقصد من جلال أفقه الأنطولوجي وشموله ؟وكتاب نتشه الذي تسميه العلم المسرور ص 102 ربما كان الأفق تسميته مثلما فعل الدكتور فؤاد زكريا وآخرين ب(العلم المرح ) وتحتاج بعض أجزاء الكتاب إلى المزيد من الهوامش لإرشاد غير المتخصص إن أحد الكتاب يذكر مثلا ( التفسير الفرنسي لبسكال للكتاب المقدس في ليلته المشهودة من عام 1654ص 184هنا يحتاج القارئ العادي وبالعادي اعنى غير المتخصص في الفلسفة الى هامش يشرح له أنه في يوم الأتنين الموافق 23نوفمبر عيدالقديس اكليمنوض البابا والشهيد في عام النعمة 1654من منتصف الحادية عشر مساء الى منتصف الواحدة صباحا قد مر بسكال بخبرة دينية وحالة صوفية من حالات الوجد مانت نقطة تحول في حياته وفكره ،سجلها بقوله ( نار إله إبراهيم ) وإله اسحق وإله يعقوب لا إله الفلاسفة والعلماء يقين ،يقين ،فرح ،وسلام ، إله يسوع المسيح إلخ (انظر كتاب نجيب بلدي الممتاز عن بسكال في سلسلة (نوابغ الفكر الغربي ) دار المعارف في الستينات وحقا أن الترجمة تقدم عددا من الهوامش ولكنها ليست كافية لاعددا ولاحجما.
هاهو ذا في الختام إنجاز كاميليا صبحى : انها أحدث حلقة في موروث جليل من أساتذة الأدب الفرنسي يضم الدكاترة سامية أسعد ،وهيام أبو الحسين ،وآمال فريد ،وهدى وصفى وأمينة رشيد ،وهى اكثر اجاها من أغلب هذه الأسماء إلى الفكر الفلسفي ،والنقد الثقافي لا الأدبي فحسب .